د.عبدالمجيد حميد الكبيسي :نشاطات المحاكاة التربوية

د.عبدالمجيد حميد الكبيسي : نشاطات المحاكاة التربوية




نشاطات

المحاكاة التربوية





محاضرة
الدكتور عبدالمجيد حميد ثامر الكبيسي
في الموسم الثقافي
التدريبي في يوم الثلاثاء29/3/2011 في مبنى الاعداد والتدريب/
الحلقة التدريبية لمشرفي ومعلمي اللغة العربية


تعني المحاكاة لغويا "الْمُحَاكَاةُ فِي القَوْلِ أَوِ الفِعْلِ" :الْمُمَاثَلَةُ، الْمُشَابَهَةُ، التَّقْلِيدُ. بمعنى انه "يُحَاكِي جَمِيعَ مَا يَسْمَعُهُ مِنْ أَصْوَاتِ الطَّيْرِ وَأَنْوَاعِ سَائِرِ الْحَيَوَانِ مُحَاكَاةً شَدِيدَةً لِقُوَّةِ انْفِعَالِهِ" .

يمكن القول ان المحاكاة (كمفهوم) هي افتعال واقع ما (افتراضي)، بحيث تتشابه معطياته مع الواقع الفعلي من خلال وجود بعض المتغيرات التي تشكل نموذج الظاهرة (استعارة دور معين حسب ما يتطلبه الواقع). بعبارة اخرى ان المحاكاة هي عملية تقليد لأداة حقيقية أو عملية فيزيائية أو حيوية. فهي تحاول ان تمثل وتقدم الصفات المميزة لسلوك نظام مجرد أو فيزيائي بوساطة سلوك نظام آخر يحاكي الأول.

وتعني الْمُحَاكَاةُ فِي عِلْمِ النَّفْسِ : الإِعَادَةُ تَحْتَ تَأْثِيرِ عَوَامِلَ نَفْسِيَّةٍ لِحَرَكَاتٍ وَأَعْمَال .

اما المحاكاة تربويا فهي نشاطات تقوم على وضع الطلبة في حالة متطابقة مع الحياة الواقعية ، اذ يفترض بكل منهم انيحدّد فيها مسيرة سلوكه الشخصي . ويمكن استخدام نشاطات المحاكاة لتقديم معلومات حول السلوك والمشاعر في سياقات محدّدة, بغية مساعدة الطلبة على فهم انفسهم وتطوير حب التعّرف على الاخرين, وذلك من خلال ممارسة سلوك ما ضمن ظروف تكاد تكون مطابقة للحياة, أي تتّصف بتشابك الحياة الواقعية وتعقيدها وتتطلّب إجراءات فعّالة .

على سبيل المثال المحاكاة التفاعلية ( أنشطة المحاكاة التفاعليةSimulatie interactivity)
تشير إلى الأنشطة التفاعلية التي تسمح للمتعلمين بالتعلم فىبيئة تشبه البيئة الواقعية إلا أنها بيئة افتراضية، فالتعلم من خلال الاختيار بين مختلف صفحات الويب هى أنشطة تفاعلية ارتباطيه، أما تعلم الطيران فى طائرة افتراضية متاحة فى بيئة افتراضية هو نشاط محاكاة تفاعلية . و فى كلاهما يتاح للمتعلم التعلم بناء على اختياراته الخاصة وبالطريقة التي يفضلها، كما يتاح للمتعلم تغذية راجعة مستمرة وبصورة تفاعلية.

المحاكاة اذا هي استراتيجية او طريقة أو أسلوب تعليمي يستخدمه المعلم عادة لتقريب التلاميذ إلى العالم الواقعي الذي يصعب توفيره للمتعلمين وذلك قد يكون بسبب التكلفة المادية أو الخطورة البشرية , ( كالتجارب التي تتم في المختبرات أو المسرحية ), فيصمم المعلم موقفاً يتشابه في أمورأساسية مع الظاهرة ( موضوع الدراسة) ويعين أدوار الطلبة ( كما يفعل المخرج حيث يقوم بتحديد أدوار الممثلين) والقواعد التي تسمح لهم بأن يجدوا بأنفسهم المعوقات المرتبطة بالمواقف وأن يكتسبوا مهارة التبصر بالموضوع ( كما هوالحال بالنسبة للممثلين حينما يفكرون بالأوات التي يجب أن يستخدمونها في أداء الشخصيات التي توكّل إليهم) , ويؤدي المتعلمون ( أو الممثلون) أدوارهم المحددة, وبردود أفعالهم الخاصة تجاه المعوقات والفرص التي يهيؤها الموقف .


طبيــــعة نشـاط المحـاكاة:

1. محاكاة الواقع ؛ إذ تستند إلى قاعدة كبيرة من المعلومات تتناسب والدور الذي يقوم به أحد أطراف المحاكاة.
2. تتفق المحاكاة مع المناظرة في الشكل الحواري ، وتختلف معها في الهدف ؛ لأن المحاكاة لا تهدف إلى الانتصار في وجهة النظر، بل إلى توضيح وتجلية الموضوع من كافة جوانبه ، مما يتـيح للطلباة القدرة على تكوين موقف معين.
3. نشاط متعدد الأطراف يدور حول المواقف وما تعكسه من اتجاهات التفكير، وأسلوب ومنهج معالجة المشكلة.
4. تدل المحاكاة على التقليد، والتمثيل، ولعب دور معين .
5. يقوم نشاط المحاكاة أصلا على توزيع الأدوار معتمدا أساسا على التقمص والتعايش مع الشخص أو الاتجاه أو الجماعة الممثلة.


أهمـــــية نموذج المحـــاكاة:

1 .يعبر عن معاني العمل الجماعي. وعن ضرورات التعدد وحقائق التعايش .2 .ينمي ويرقي مهارات المناظرة ،وبناء الحجة ، والقدرة على توليد الجدل والنقاش.3 .يطور ويزيد المهارات والقدرات الحوارية ويفعـّـل استخدام قواعد الحوار وأهم آدابه. 4 .يفرض على الباحث الذي أسند إليه دور معين تقصي العناصر الذي تقيمه بصرف النظر عن عدم الاقتناعبه،أو عدم الميل إليه
5- يتصف بالجدية في تمثله، من خلال بناء قاعدة معلوماتية تعين على عملية التمثل وأدوار المحاكاة.6- يضفي الحيوية والنشاط والبهجة في مواقف التعليم المختلفة.يقرب الواقع ويحاكيه بما يجعله حياً، نابضاً وبما يسهل فهمه واستيعاب عناصره.7- ينمي خيال المتعلمين، ومهارات النقد والإسقاط والقدرة على التمثيل. يسهم في القضاء على الخبرات السلبية في التعلم مثل: الخجل والانطواء والتمركز حول الذات .


خطوات طريقة المحاكاة ولعب الأدوار:

1- تحديد الموقف من قبل المعلم، وتحديد عناصر الوضعية من مكان وزمان .
2- تحديد الأدوات, وانتقاء التلاميذ الذي سيقومون بتنفيذ المحاكاة ويشمل ذلك تحضير المشاهدين والمسرح بحيث يمثل كل فرد دوراً واحداً (تاجر, حرفي فلاح، مستأجر.............. )


3- يقوم المعلم بدوراجتماعي مغاير لدوره , أو يعرض دوره على زملائه ويناقش الممثلين الآخرين بأدوارهم ووظائفها ، ويتم أداء الدور أو محاكاته كما يتصوره المتعلم ، ويكون ذلك في ضوء خصائصه وخبراته التعليمية والحياتية السابقة ويجري بعفوية وتلقائية. 4- بعد استماع إلى الأدوار التي أداها المتعلمون ( اللاعبون) يقوم المعلم بمناقشة الأداء في ضوء الأهداف.
علاقة المحاكاة مع لعب الادوار:

يعد اسلوب المحاكاة أكثر تعقيداً من لعب الأدوار ويتطلب مشاركة أكبر من المتدربين. يلعب فيه المتدربون دور الفريق مثل فريق إنقاذ أو طواريء حيث يلتقون معاً لحل مشكلات معينة وفي نهاية نشاط المحاكاة يعرض المشاركون ما توصلوا إليه أمام الجميع لمناقشته وفي حال وجود عدد كبير من المتدربين يتم توزيعهم إلى مجموعات صغيرة لتقوم كل منها بممارسة نشاط المحاكاة، ويمكن أن يتم هذا النشاط بشكل فردي
وللمحاكاة مزايا حيث يتم وضع المشاركين في مواقف عملية تتطلب اتخاذ قرارات وحل مشكلات والعمل في فريق معين منها :
1- إجراء التعلم من خلال موقف عملي يمارسه المتعلم. 2-استخدام المتعلم خبراته السابقة وتوظيفها في مواقف عملية عند تنفيذ الأدوار. 3- الطابع الذاتي للمتعلم وبالتالي فهو أكثر فائدة وأبقى أثراً من الطرائق الأخرى . 4-معايشة المتعلم عواطفه الإيجابية أو السلبية. 5- تناسبها مع جو الحرية والأمان والأداء الحر دون خوف من الوقوع في الخطأ



ومن عيوبها :
1- انها تتطلب أن يكون المتدربون ملمين بجوانب الموقف الذي يقومون بمحاكاته.

2- وتحتاج بذل جهد ووقت كبيرين عند إعدادها وتنفيذها من المعلم والطلاب.
3- شعور المتعلمين الغير مشركين بالملل.



بعض ألامثلة والنشاطات حول التمثيل والمحاكاة:
1 - يقوم طالبان بتمثيل دوري صاحب المحل والزبون وما يحتمل أن يدور بينهما من حوار حول البضاعة المعروضة.

2- تقوم طالبتان بتمثيل دوري ( الأم والبنت) والأم تطلب من البنت القيام ببعض أعمال البيت, في الوقت الذي لاتجد فيه الطالبة متسعاً من الوقت للقيام بواجباتها المدرسية في البيت. 3- يقوم طالبان بتمثيل دوري ( المعلم والطالب)ومايدور بينهما حديث.........
4- يقوم مدير المدرسة بتقديم درس تدريبي لمجموعة من مدراء المدارس يمارس فيه امامهم دورا نموذجيا في تعامله مع مراجعيه ( الافتراضين) في مكتبه كالتلميذ وأولياء امورالتلاميذ ، ومسؤول المنطقة التعليمية ، وموظف الخدمة ، وبعض معلمي المدرسة ...)





انواع المحاكاة :

النوع الاول / المحاكاة بالحاسب الإلكتروني:

وتكون عن طريق المعادلات الرياضية التي تكون مبرمجة بداخل الحاسب، ووظيفتها توجيه الأوامر للحاسب. وتهدف إلى معرفة النتائج المترتبة على التفاعلات. بكلمة اخرىهو المحاكاة الحاسوبية وتطبيقاتها في تقييم أنماط النقل الجديدة .

من الواضح ان مبدأ المحاكاة هو مبدأ هندسي، يستخدم عادة لمحاكاة و تمثيل نظام معين قبل الشروع في بنائه على أرض الواقع ، وذلك لضمان نجاحه قبل أن نستثمر و نخسر فيه. تتم المحاكاة باستخدام نموذج مصغر مشابه تماما للنظام الأصلي المراد انتاجه أو استخدامه. ( باللغة الإنجليزية محاكاة Simulation ، و نمذجة ( Modeling
لتوضيح ذلك نأخذ مثالا،،، قبل الشروع في بناء مجمع تجاري ضخم مثلا فإن المهندسين يقومون بعمل نموذج مصغر للمبنى على أرض صغيرة إصطناعية بحيث يمكن رؤية المبنى كما سوف يكون بعد تنفيذه على أرض الواقع، و الفائدة من ذلك هو إجراء أي تعديلات قد تلزم على شكل المبنى قبل بنائه حقيقة.

تعتبر النماذج (Models) من أهم الوسائل التي يستعين بهاالدارسون على فهم الأنظمة المعقدة والتي يصعب على المحلل استيعاب تفاصيلها بمجرد مراقبتها. ففي مثل هذه الحالات يقوم المحلل ببناء نموذج لما يريد دراسته يكون تمثيلاً صادقاً للواقع الموجود في النظام وتجريداً لما فيه من مكونات وتفاصيل، ثم يقوم بعدها بالتعامل مع النموذج بدلاً من النظام. وتنقسم النماذج إلى عدة أنواع معروفة منها: النماذج المادية مثل المجسمات، والنماذج الرياضية مثل المعادلات والخوارزميات العددية، والنماذج المنطقية مثل نماذج المحاكاة الحاسوبية. وتستخدم نماذج المحاكاة بشكل واسع كوسيلة لدراسة وفهم الأنظمة المعقدة والكبيرة الحجم في شتى التخصصات من أجل حل مشكلات معينة بها أو من أجل اختبار مدى تأثير فرضيات جديدة وإضافات معينة نريد أن ندرسها وندرس تأثيرها على النموذج قبل الشروع في تطبيقها فعلياً على أرض الواقع .

يمكن مثلا ان نقول ان مفهوم محاكاة شبكات الكمبيوتر, يقوم على أساس, “نمذجة” Modeling شبكات الكمبيوتر الحقيقية Real World Networks على شاشة كمبيوتر باستخدام برنامج كمبيوتر Software مخصص لهذا الغرض. والمقصود, بشبكات الكمبيوتر الحقيقية, هي الشبكات المنفذة مسبقاً على أرض الواقع, أو الشبكات التي يُرغب بتنفيذها مستقبلاً. والفائدة من هذه الفكرة, أنه, ما دام بالإمكاننمذجة هذه الشبكات باستخدام الحاسوب, فإن جميع خصائصها ومكوناتها وكل ما يتعلق بها, من الممكن تغيرها أو التحكم بها. إن عملية النمذجة هذه أو المحاكاة, باستخدام برامج الكمبيوتر, هي عملية قليلة التكلفة إذا ما قيست يتكاليف تنفيذ الشبكة على أرض الواقع دون الدراسة المسبقة, آخذين بعين الإعتبار, كل التجارب التي قد تتم, القطع والمعدات التي قد يتم تغيرها وربما لأكثر من مرة حتى نصل إلى الهدف …الخ.


النوع الثاني / المحاكاة بالأشخاص:

وهي تقمص أدوار لبعض الشخصيات المهمة من خلال تزويد الشخص الذي يقوم بالدور بالمعلومات عن الشخصية التي يتقمصها و البيئة التي يدور فيها التفاعل.

النوع الثالث / المحاكاة المختلطة:

هي مزيج من النمطين السابقين، حيث يـتم برمجة بعض المتغيرات في الحاسب في حين يقوم أفراد معيّنون بتمثيل جوانب أخرى من الظاهرة ويأخذ كل فرد دوره بحيث يستطيع التفاعل معه.
واذا ما ركزنا على النوعين الثاني والثالث اعلاه فيالاطار التربوي فأن نشاطات المحاكاة يمكن ان تأخذ الاسلوبينالآتيين (منفصلين او متكاملين):

الاسلوب الاول / العاب المحاكاة :


يتحرّك اللاعبون ضمن سياق معيّن وضمن بعض الحدود أو القواعد لبلوغ هدف ما . وهناك انواع من المحاكاة يمكن انتساعد اللاعبين على « تصّور نموذج مرئي مبّسط للواقع » يوضّح بعض العوامل المهمة . وفي هذه الحالة يتم استعارة أوساط اللاعبين ومهاراتهم من العالم « الواقعي » . وتجسّد هذه اللعبة العلاقات من السبب إلى النتيجة . وهي تختصر المراحل الزمنية الطويلة . ويمكن ان تربط بين عناصر المستويين الكلّي والجزئي . ويهتم نوع اخر من المحاكاة بتركيز الانتباه على سير تفاعل المجموعة وعلى إستراتيجية حلّ المشكلات . ويمكن ان يطلب إلى اللاعبين مثلا ان ينقلوا رسالة معينّة أو يرسموا شكلا ما باعتماد الاوراق . ولكن تبقىاعمالهم محدودة بالقواعد التي توضّح بعض جوانب سلوكهم .

اولا/الالعاب التعليمية :

تعد الألعاب التعليمية إحدى مداخل التدريس الرئيسية, التي تهتم بنشاط المتعلم وايجابيته وبتنمية شخصيته تنمية شاملة في مختلف جوانبها ،لانها تعنى بتجسيد المفاهيم المجّردة, وبإغراء المتعلم على التفاعل مع المواقف التعليمية بما تتضمنه من مواد تعليمية جيدة وانشطة تربوية هادفة . وبذلك نستطيع القول بأن اللعب التعليمي هو نشاط مّوجه يقومبه المتعلمون لتنمية سلوكهم وقدراتهم الفعلية والجسمية والوجدانية, ويحقق في الوقت نفسه المتعة والتسلية, واسلوبالتعلم باللعب هو استغلال انشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للاطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية .

ثانيا/ مباريات المحاكاة:

المباراة وهي أية منافسة تجري بين اللاعبين الذين يتنافسون في حدود قوانين معينة , ولهدف معين كالكسب أو النصر أوالمكأفاة و المباراة لها خصائص الفعل ورد الفعل المتبادلين بين أطراف مستقلة . لو استقلا جزئياً على الأقل ولها أهدافمختلفة , تتميز بالخصائص التالية: 1- لكل مباراة أهدافها وأغراضها( أي أن كل محاكاة لها غايات وأدوات تستخدم من أجله) .
2- تعين أدوار الأشخاص المشتركين فيها. 3- يحكم المباراة مجموعة من القواعد التي يعمل بها فقط في أثناء المباراة. 4- لكل مباراة معاييرها الخاصة بالجودة أو الامتياز. 5- لكل مباراة لغتها الخاصة , هي ضرورية للتعلم. واليوم تشهد لعبة المحاكاة تطورات كبيرة وامتداد واسع عن طريق تنفيذ المناهج, غير أنه لابد من التنويه إلى أن ليس من الضروري أن يكون لكل محاكاة مباراة أو أن لكل مباراة أن تتضمن محاكاة.

ثالثا/المباريات التربوية:

من أساليب محاكاة الواقع على سبيل المثال هي المباريات التربوية, حيث تتضمن مواقف افتراضية تقترب من الواقع, اذيقوم الفريقان من المتدربين بالتنافس فيما بينهما, وذلك عن سلسلة من القرارات تساعد بالتالي على تعميق المفاهيم العلمية عن طريق الممارسة والاشتراك الفعلي . كما ان « البريد الوارد » هو الاخر اسلوب يعتمد على محاكاة الواقع, ومن خلاله يجد المتدّرب سلّة من السلال المستخدمة مثلا في مكاتب المدراء فيها من الكتب الرسمية والمذكّرات والرسائل والتقارير, إضافة إلى مواقف آلية محتملة, ويطلب من المتدربين وفي وقت قصير اتخاذ الإجراءات المطلوبة بصدد كل حالة من الحالات . وهذاالاسلوب هو تمرين على المرونة وواقعية التفكير والاندماج في الموقف، ويشحذ دوافع المتدّرب لاتّخاذ القرار الناجح ( ويمكن الاستزادة في هذاالسياق من كراس معهد التدريب والتطوير التربوي عن الوسائل التعليمية الصادر عام2005:ص18) .


الاسلوب الثاني / إستراتيجية تمثيّل الأدوار- لعب الأدوار- :

لعب الأدوار: هو أسلوب تدريبي يقوم المتدربون بأداء وضع افتراضي أو حقيقي أمام الحضور , وفيها ياخذ الطلبة أدوار لأناس آخرين ( كما يقوم به الممثلون), محاولين التصرف كما يمكن أن يتصرف هؤلاء الناس في موقف معينوأدوارالمتعلمين هنا غير معتادة في حياتهم العادية ( وهي الأدوار التي تعطى لممثل)،
يقوم منظم المحاكة ولعب الأدوار ( وهو كالمخرج والكاتب) بدور مهم فهو يشرح مايريد من المتعلم والدقة في ترجمة الدور الذي يساعد المتعلمين في تمثيل الواقع , لأن الواقع ذاته بوصفه نظاماً ليس ظاهراً لكي يجعله نموذجاً .

تقوم هذه الإستراتيجية على افتراض ان للطالب دورّا يجب ان يقوم به معبرّا عن نفسه أو عن شخص آخر في موقف محدّد, بحيث يتمّ ذلك في بيئة آمنة وظروف يكون فيها الطلبة متعاونين ومتسامحين وميّالين إلى اللعب . وفيها يتقمّص الطالب دورا معينا في زمان ومكان محدّدين, وفق قواعد وأصول معروفة كمحاولة لمحاكاة الواقع . ويعتمد على إجراء مقابلات والتعامل مع المشكلات التي قد يواجهها افرادالمجموعة, وهو اسلوب فعّال في تنمية الخبرات العملّية في العلاقات الإنسانية, والقدرة على فهم الناس والآخرين, وتعديل الاتجاهات, وتطوير الشخصية بإبعادها المختلفة .

اولا/المسرحيةالاجتماعية :
وهي أكثر أشكال تمثيل الدور التلقائي تطوراً, ويمكن أن تستخدم كطريقة تدريس( كما كان يعمل في مسرحية تاجر البندقية حيث لجأ الكثير من الأستاذة اإلى تمثيل هذه القصة بدلاً من قرآءتها) ومع ذلك فكثيرمن المدرسين الذين هم على وعي بهذه الطريقة لايستخدمونها بالضرورة في التدريس, ربما لما تتطلبه من انفتاح في مواجهة المواقف المشكلة. وتتضمن المسرحية الاجتماعية تمثيلاً عفوياً لمشكلة من الحياة الواقعية في إطار العلاقات القائمة بين الأشخاص ،وتستطيع تحسين استجابة المتعلم لأحد المواقف إذا أمكن استخدامها بصورة فعالية في الصف، كما يمكن أن تزيد قائمة رودو أفعال , وأن تنمي قدراته على الإحساس بمشاعر الآخرين وذلك عن طريق التقمص للموقف التي تتضمن صراعاً.
اما الخصائص الأساسية للمسرحية الاجتماعية فهي:
1- وجود مشكلة أو صراع في الموقف. 2- وضوح الإطار:الأطار الذي يعالج من خلاله الموقف المشكلة وقد يكون سياسياً أو قانونياً أو اقتصادياً أو أخلاقياً. 3- إعطاء فرصة أطول للطلاب لتمثيل أدوارهم. 4- لايجوز حفظ الأدوار التي يطلب تمثيلها, وينتقى المشاركون في تمثيل الموقف فوراً بعد تحديد أحد المواقف لتمثيله. 5- استثمار المدرس للفكاهة التلقائية في فترة التحميس لتمثيل الدور وفترة الانتقال من التمثيل إلى فترة النقد ، والفكاهة مفيدة بصفة خاصة بسبب التوتر الذي يتكون بسبب الجهود التي يبذلها الطلاب.

6-المسرحية الاجتماعية لا يوجد نص مكتوب لها إنما تعتمد على الارتجال والتلقائية .

ثانيا/التمثيل المسرحي:

وهو شكل من أشكال تمثيل الدور, والأدوار هنا تقرر سلفاً ،والتمثيل المسرحي يفتقد عنصري التلقائية والحل المجهول وهما خاصتان تميزان المسرحية الاجتماعية, ومع ذلك فهذا الشكل من أشكال تمثيل الدور له مزايا عديدة, ويمكن أن يستخدم التدريس هدفا وطريقة ومحتوى. فعلى سبيل المثال يمكن أن يمثل الطلاب مسرحية حادثة تارخية, وبذلك يعيدون إليها الحياة, كما يزيد فهمهم للتفاعل الذي كان بين الأشخاص المشتركين في الحادثة الأصلية ومع هذا فيجب إلا تختلط المسرحية الاجتماعية بالتمثيل المسرحي.



ثالثا /اهميه إستراتيجية تمثيل الادوار :

ــ ان التدريس بهذه الطريقة ما هو الا استمرار لما اعتاد الطلبةان يعملوه في حياتهم العادية للحصول على المعرفة عن طريق كيفية القيام بالاشياء« التعلّم بالعمل »، فالطلبة وهم يلعبون دور المعلّم والمعلمة والقاضي ورجل الشرطة انما يتعلمون وهم يؤدّون هذه الادوار .
ــ رفع درجة الحماس والرغبة عند المتعلم, لاسيما اذا ما عرفناان الطلبة وبصورة خاصة صغار السن يحبون اللعب, وهم يتعلمون عن طريقه .
ــ تشجيع عمليات التفكير والتحليل لدى الطالب حيث يتعلم عن طريقها الحقائق والعمليات والاستراتيجيات .
ــ انها طريقة جيدة لتعليم الطلبة القيم الاجتماعية, كما انها اداةفاعلة في تكوين وتشكيل النظام القيمي عند الطلبة، وتكسبهم معايير السلوك الاجتماعي المقبولة في المجتمع كالتنافس والتعاون وغيرها .
ــ تشجيع الطلبة على الاتصال والتواصل فيما بينهم، والتعلّم من بعضهم البعض بغض النظر عن الاختلافات الثقافية والاجتماعية فيما بينهم .
ــ يستطيع المدرس مستخدما هذه الطريقة ان يتعامل مع مختلف فئات الطلبة بغض النظر عن قدراتهم, فهي طريقة جيدة للتعامل مع الفروق الفردية بين المتعلمين.


رابعا/ خطوات نشاط لعب الأدوار :

يقترح على الأغلب أن تكون خطوات نشاط لعب الأدوار كما يأتي :

ــ تهيئة المجموعة .
ــ اختيار المشاركين .
ــ تهيئة المسرح أو المكان .
ــ إعداد المراقبين المشاهدين .
ــ التمثيل والأداء .
ــ المناقشة والتقويم .
ــ إعادة التمثيل .
ــ المناقشة والتقويم مرة اخرى .
ــ المشاركة في الخبرات والتعميم .
وكل خطوة لها هدف تسهم به في الإثراء أو التركيز على النشاط التعليمي .


خامسا/ضوابط تطبيق إستراتيجية لعب الأدوار :

أمّا ضوابط تطبيقها فمنها :

ــ يتم اختيار موضوع يصلح للتطبيق واقعيا .
ــ يكون الموضوع مرتبطا بواقع الطلبة .
ــ تكون المشاركة تطّوعية وليست إجبارية .
ــ يبدي الطلبة آراءهم بحرية في حدود الانظمة « الشرعية والاخلاقية » .
ــ يتمّ الالتزام بالقضية المطروحة .
ــ لاّيتم تمثيل جانب دون اخر - الشمولية - .
ــ يسمح بتعدّد وجهات النظر« واختلافاتها » .
ــ عقد جلسة تقويم للنتائج بعد تدوينها, واستخلاص الآراء المتفق عليها.
ـ يحدّد اوّلا الهدف المطلوب الوصول إليه باستخدام هذا الأسلوب, والموضوع الذي يودّ المدرّس التركيز عليه, وبمعنى اخر ينبغي أن تكون الحالة التمثيلية مرتبة بموضوع الدرس واهدافه .
ــ يحدّد فرص المشهد التمثيلي وكذلك زمن الإجابة عن الاسئلةأو الحوار الذي يتبع ذلك المشهد . ويسأل الممثّل عن مشاعره وسلوكه .
ــ يتقمّص كل ممثّل دوره بصدق وإتقان, وان يضع نفسه مكان الشخصية التي يمثّلها وان يتخّيلها بعمق وان يتصّرف بنفس الطريقة .
ــ يطّعم المشهد بشيء من الفكاهة والإثارة .
ــ يحافظ المشاهدون على الهدوء وعدم التعليق .

عليه نأمل ان تعتمد هذه التقنيات والاستراتيجيات التربوية في تطوير الانماط التدريبية في انشطة قسم الاعداد والتدريب والتي تنعكس على الحياة التربوية داخل الصف الدراسي . نتقدم بالشكر الى كافة المشرفين والمشرفات وكافة الزملاء والزميلات الذين يقدمون المفيد والممتع والجديد من اجل حياة تربوية افضل ان شاء الله . والحمد لله رب العالمين

مصادر للاستزادة :
الكبيسي، عبدالمجيد حميد ،2011،التربية السكانية :المفاهيم ، الاهداف،المحتوى،منحى النظم،المنهجية ،التقويم ،مكتبة المجتمع العربي للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان ،الاردن.